خطوة نحو "نهاية التاريخ"

أخبار العالم

خطوة نحو
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/uy3r

شهد يوم 17 مارس عام 1948 وضع اللبنة الأولى لتأسيس حلف شمال الأطلسي بتوقيع "اتفاقية بروكسل" من طرف بريطانيا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا، الأعضاء في اتحاد أوروبا الغربية.

كانت هذه الاتفاقية امتدادا لمعاهدة " دونكيرك" الموقعة بين بريطانيا وفرنسا في عام 1947 والموجهة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بوجه خاص لمواجهة الاتحاد السوفيتي والاستعداد لخوض حرب نووية ضده.

أطراف معاهدة "بروكسل" قررت في ديسمبر 1950 نقل مقر وموظفي وخطط منظمة دفاع اتحاد أوروبا الغربية إلى الناتو، وتولت القيادة العليا لقوات الحلفاء في أوروبا مسؤولية الدفاع عن أوروبا الغربية.

بعد إنجاز الخطوة الأولى لولادة الناتو بتوقيع اتفاقية بروكسل، بدأت المفاوضات مع الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية أخرى بشأن توسيع الاتحاد.

بمحصلة ذلك تم توحيد 12 دولة في منظمة عسكرية سياسية. هذه الدول هي، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وبلجيكا والدنمارك وأيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال، وبذلك تأسست منظمة حلف شمال الأطلسي، ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 24 أغسطس 1949.

العدد الإجمالي للعسكريين في الدول الأعضاء لحلف شمال الأطلسي يبلغ حوالي 4 ملايين شخص. من بينهم 1.3 مليون للولايات المتحدة، و411 ألفا لتركيا و208 آلاف لفرنسا. كما يوجد لدى ألمانيا 182000 جندي وإيطاليا 178000 والمملكة المتحدة 153000.

في هذا السياق، أضعف قوتين في المنظمة تعود إلى الجبل الأسود بقوة بشرية تبلغ 1500 عسكري، ولوكسمبورغ بـ900 عسكري، فيما سُجل ازدياد في عدد قوات الناتو خلال السنوات الأخيرة.

يتوجب على الدول الأعضاء، بحسب قواعد الحلف، المساهمة بنسبة 2 ٪ من اقتصادها سنويا في الميزانية العسكرية المشتركة.

الولايات المتحدة هي الرائدة في هذا المجال، حيث خصصت في عام 2020 نحو 3.51 في المائة من اقتصادها لحلف الناتو بمبلغ قدره 784 مليون 952 ألف دولار، تليها بريطانيا التي كانت ساهمت في عام 2020 بـ 59 مليون دولار.  بحلول عام 2021 بلغ إجمالي الإنفاق العسكري للحلف 1.174 تريليون دولار.

تأسيس حلف الناتو عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية المدمرة، كان خطوة مهد من خلالها الغرب لجولات مقبلة من الحروب مع الخصوم المحتملين، وخاصة الاتحاد السوفيتي.

خطوة في طريق "مواجهة مستمرة" باتجاه تحقيق أوهام الغرب "بنهاية التاريخ" التي صاغ أطروحاتها في وقت لاحق فرنسيس فوكوياما وتتمثل في إخضاع القوى المنافسة بانتصار ساحق لإيديولوجية الغرب.

نذكر في هذا السياق أن الاتحاد السوفيتي كان أعرب في عام 1954 عن اهتمامه بالانضمام إلى الناتو وأرسل مذكرة طلب النظر في هذه المسألة، إلا أن الناتو رفض اقتراح الاتحاد السوفيتي، قائلا إن هذه المبادرة "تتعارض مع مبادئ الدفاع والأمن الغربيين".

إثر ذلك لم يكن أمام الاتحاد السوفيتي من خيار إلا التوقيع على معاهدة تأسيس حلف وارسو في 14 يونيو 1955. وضم الحلف سبع دول أوروبية اشتراكية هي ألبانيا وبلغاريا وهنغاريا وبولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وجمهورية ألمانيا الديمقراطية.

حلف وارسو اختفى بعد التغيرات الكبرى بتوحيد ألمانيا في عام 1990 وانهيار الاتحاد السوفيتي، في حين بقي حلف شمال الأطلسي قائما بل بدأ يزحف ويتوسع نحو الشرق!

توسع حلف شمال الأطلسي خمس مرات، وهو يضم حاليا 30 دولة 27 منها في أوروبا. وكانت انضمت إلى القائمة الأولية اليونان وتركيا وألمانيا وإسبانيا وهنغاريا وبولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإستونيا وألبانيا وكرواتيا، وهو يسعى إلى قضم جورجيا وأوكرانيا والتمركز على حدود روسيا المباشرة، في حين بدأت إجراءات انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.

الناتو وضع ثقله العسكري خلف أوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة هناك، وأجج الحرب بكل الوسائل. كما أن الحلف بقيادة الولايات المتحدة دفع بالتوتر حول تايوان مع الصين إلى درجة المخاطرة بصدام عسكري. كل ذلك يدل ضمنيا على أن الناتو من أجل أوهام الهيمنة الكاملة، يسعى إلى حرب أبدية على الكرة الأرضية.  

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا