"مذنب شيطاني" يعيد نمو "قرونه" المميزة في طريقه نحو الأرض

الفضاء

صورة تعبيرية
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/wdph

اندلع "المذنب الشيطاني" البركاني الذي يتجه نحو الأرض مرة أخرى في عيد الهالوين، ما أدى إلى إعادة نمو "قرونه" المميزة.

ويعد الانفجار الأخير، والذي كان الثاني خلال شهر والثالث منذ يوليو، بمثابة تذكير بأن المذنب أصبح أكثر نشاطا بركانيا بينما يواصل رحلته نحو قلب النظام الشمسي.

المذنب، المسمى 12P/Pons-Brooks (12P)، هو مذنب بركاني بارد. ومثل المذنبات الأخرى، يحتوي 12P على نواة صلبة، وقشرة جليدية صلبة مليئة بالجليد والغاز والغبار، محاطة بسحابة غامضة، أو غشاء ضبابي مصنوع من مواد تتسرب من داخل المذنب.

وعلى عكس المذنبات غير البركانية، يمكن لإشعاع الشمس أن يسخن الجزء الداخلي لـ 12P، ما يتسبب في تراكم الضغط حتى يصبح شديدا جدا لدرجة أنه يكسر قشرة النواة من الداخل وينشر "أحشاءها" الجليدية في الفضاء.

وتتسبب هذه الانفجارات في توسيع الغلاف الجوي الضبابي للمذنب وسطوعه لأنها تعكس المزيد من ضوء الشمس نحو الأرض.

وعندما ينفجر المذنب، يتشكل "قرنين" شيطانيين من الغشاء الضبابي. ويحدث هذا لأن نواة 12P الكبيرة، والتي يمتد عرضها نحو 17 كم (10.5 ميل)، لديها "شق" غير عادي على سطحها، ما يمنع تدفق الصهارة الباردة إلى الفضاء ويتسبب في نمو ذؤابتها (سحابة من الغاز والغبار التي تحيط بالنواة الصلبة) الموسعة بشكل غير منتظم.

وفي 20 يوليو، اكتشف علماء الفلك المذنب 12P وهو يفجر قمته للمرة الأولى منذ 69 عاما عندما نمت ذؤابته المشوهة إلى أكثر من 7000 مرة أكبر من نواتها. ثم، في الخامس من أكتوبر، شاهد العلماء انفجار المذنب مرة أخرى بقوة أكبر.

وفي الأسبوع الماضي، في 31 أكتوبر، اكتشف عالم الفلك الهاوي إليوت هيرمان انفجارا آخر حيث أصبح 12P أكثر سطوعا بنحو 100 مرة من المعتاد، حسب ما أفاد موقع Spaceweather.com.

وقال هيرمان: "في عيد الهالوين، انفجر الشيطان مرة أخرى في ثوران عنيف كبير استمرت حتى اليوم التالي". وأضاف أن الملاحظات اللاحقة أظهرت أن الذؤابة توسعت بشكل كبير وأعادت نمو قرونه، رغم أنها لم تكن متميزة كما كانت في الانفجارات السابقة".

ويمتلك 12P مدارا بيضاويا، ما يعني أنه يتم سحبه بالقرب من الشمس قبل أن يُقذف مرة أخرى إلى النظام الشمسي الخارجي، حيث ينجرف ببطء قبل أن يتراجع في النهاية نحو النظام الشمسي الداخلي. ويشبه هذا المسار إلى حد كبير مدار المذنب الأخضر نيشيمورا، الذي قام بمناورة مماثلة حول الشمس في سبتمبر.

ويستغرق 12P نحو 71 عاما لإكمال رحلة كاملة حول الشمس، يقضي معظمها مخفيا في النظام الشمسي الخارجي. ونتيجة لذلك، لا يستطيع علماء الفلك رؤية المذنب بوضوح إلا عندما يبدأ في الاقتراب من الشمس إلى أقرب نقطة له، وهو ما يحدث الآن.

وسيصل 12P إلى أقرب نقطة من الشمس، أو الحضيض الشمسي، في 24 أبريل 2024، عندما سيصل إلى مسافة لا تقل عن 116.7 مليون كم (72.5 مليون ميل)، وهي أقرب إلى الشمس من الأرض ولكنها أبعد من كوكب الزهرة، بحسب موقع TheSkyLive.com.

وبعد الدوران حول الشمس، سيصل المذنب إلى أقرب نقطة له من الأرض في 2 يونيو من العام المقبل عندما سيمر على مسافة  231.9 مليون كم (144.1 مليون ميل)، أو نحو 1.5 مرة أبعد من الشمس عن الأرض، في طريق عودته إلى ظلال النظام الشمسي الخارجي. وسيبقى هناك حتى عام 2094، وفقا لموقع TheSkyLive.com.

ومع اقتراب 12P من الشمس، سيتباهى بانتظام بـ"قرونه الشيطانية" لأنه يمتص المزيد من الإشعاع الشمسي الذي يغلي أحشائه الجليدية ويجعل الانفجارات أكثر احتمالا.

المصدر: لايف ساينس

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا